للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان يوم القيامة لم تبق الشمس على حالها في الدنيا بل تكور ويذهب ضوؤها كما دل على ذلك الكتاب والسنة.

فصل

وقال الصواف في صفحة ٦٠ - ٦١ - ٦٢ - ٦٣ ما نصه.

(سكون الشمس وجريانها) والقول بجريانها وسيرها أو ثبوتها وقرارها قد سبق إليه العلماء الأعلام ممن اشتغل بهذا العلم من المسلمين في القديم والحديث وغيرهم، أما القول بثبوتها وقرارها كما يثبت الجبل في محله والسهل في مكانه فلم يقل به أحد فيما نعلم، والذين قالوا بقرارها قالوا هي ثابتة ومتحركة في آن واحدة، ثابتة على محورها الذي أرساه الله لها، ومتحركة حول هذا المحور أي هي دائرة حول نفسها، ومثلها مثل المروحة السقفية الكهربائية فهي ثابتة في سقفها، وهي متحركة حول نفسها وبحركتها ينطلق الهواء المطلوب، وهؤلاء استدلوا بقوله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} وفسروا المستقر بالمحور، وقد قال بمثل هذا القول رجال من سلف هذه الأمة الخيار، وهم من خير العصور، بل هم من العصر الأول الذي هو خير العصور، فقد ورد عن التابعي المشهور مجاهد رحمه الله أنه قال في تفسير قوله تعالى {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}: "إنه كحسبان الرحى" وتبعه على ذلك بعض العلماء، وهذا يوافق قول من قال أنها تجري حول نفسها، وهل يجد القارئ الكريم فرقا بين المثل الذي ضربته وهو المروحة حيث تتحرك وهي ثابتة وبين ما قاله مجاهد ومثله بالرحا، حيث تتحرك كذلك حول نفسها وهي ثابتة بمكانها، وقد ذكر قول مجاهد هذا الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب بدأ الخلق حيث قال: "باب صفة الشمس والقمر، بحسبان: قال مجاهد: كحسبان

<<  <   >  >>