من أول الدنيا ولم تكن قصيرة في أول الأمر ثم زادت شيئا فشيئا كما قد زعمه أعداء الله من فلاسفة الإفرنج اعتمادا على ظنونهم الكاذبة وتوهماتهم الخاطئة.
وأما قوله وقد أظهر بعض العلماء أنه تمكن من احتساب النقص في سرعة دوران الأرض، فوجد أن هذا النقص يبلغ حوالي ثانية واحدة لكل مائة وعشرين ألف سنة، وعليه فبعد ٤٣٢ مليون سنة ينقص دوران الأرض بمقدار ساعة وعندئذ يصبح مجموع ساعات الليل والنهار ٢٥ ساعة وهكذا يتوالى النقص ويطرد طول الليل والنهار.
فجوابه من وجوه إحداها أن تسميته للطواغيت المتعاطين لعلم الغيب باسم العلماء خطأ كبير وهو من قلب الحقائق؛ لأن المطابق لحال أعداء الله أن يوصفوا بالجهل والتخرص واتباع الظنون الكاذبة لا بالعلم.
الوجه الثاني: أن يقال كل ما زعموه ههنا من حساب النقص في سرعة دوران الأرض، وما يبلغ النقص في مائة وعشرين ألف سنة، وما يبلغ بعد ٤٣٢ مليون سنة، وما يبلغ مجموع ساعات الليل والنهار حينئذ فكله تخرص ورجم بالغيب، وهو مردود على قائليه وعلى من قبل تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة واعتمد عليها. وقد قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وقال تعالى {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}.
الوجه الثالث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «بعثت والساعة كهاتين» رواه الإمام أحمد والشيخان من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بأصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام «بعثت والساعة كهاتين» وفي رواية للبخاري «بعثت أنا والساعة هاتين» ويشير بإصبعيه فيمدها في رواية لأحمد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثلي ومثل الساعة