ورواه ابن جرير أيضا وابن مردويه والطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال الهيثمي ورجال الطبراني ثقات.
قال الجوهري: الزمن والزمان اسم لقليل الوقت وكثيره. وكذا قال ابن منظور في لسان العرب وصاحب القاموس.
وقال ابن الأثير وابن منظور أيضا الزمان يقع على جميع الدهر وبعضه.
وفي هذه الأحاديث دليل على أن الزمان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مثل الزمان يوم خلق الله السموات والأرض، وأن مدة الليل والنهار كانت على هيئتها من أول الدنيا ولم تكن قصيرة في أول الأمر ثم زادت شيئا فشيئا كما زعمه أعداء الله من فلاسفة الإفرنج.
الوجه الرابع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة» الحديث رواه أبو داود والنسائي والحاكم بأسانيد صحيحة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ووافقه المنذري والذهبي على ذلك.
وروى الحافظ أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة» الحديث.
وروى الطبراني في الكبير عن ابن مسعود رضي الله عنه قال «إن ربكم تعالى ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه، وأن مقدار يوم من أيامكم عنده ثنتي عشرة ساعة» الحديث.
وهذه الأحاديث مطلقة ليس فيها تقييد بالأزمان المتأخرة دون الأزمان المتقدمة، وهذا يدل على أن مدة الليل والنهار كانت أربعا وعشرين ساعة