وأما ما زعموه من سرعة دوران الأرض حول نفسها في أول الأمر وأن مدة الليل والنهار إذ ذاك كانت أربع ساعات فقط،، وبتوالي النقص في سرعة دورانها حول نفسها زادت مدة الليل والنهار إلى خمس ساعات، ثم إلى ست حتى وصلت إلى أربع وعشرين ساعة.
فجوابه من وجوه أحدها: أن يقال ما زعموه من دوران الأرض حول نفسها فهو زعم باطل وظن كاذب مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على سكون الأرض وثباتها. وقد ذكرت ذلك مستوفى في أول الصواعق الشديدة فليراجع هناك.
الوجه الثاني: أن دعوى قصر مدة الليل والنهار في أول الأمر ثم زيادتها شيئا فشيئا حتى وصلت إلى أربع وعشرين ساعة، لا تثبت إلا بدليل قاطع من كتاب الله تعالى أو مما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن ذلك من أمور الغيب التي لا تعلم إلا من طريق الوحي، ولا دليل على ما زعموه من قصر مدة الليل والنهار في أول الأمر ثم زيادتها شيئا فشيئا البتة، وما ليس عليه دليل فهو من الرجم بالغيب، وتعاطي علم المغيبات حرام شديد التحريم، ومن ادعى علم الغيب فهو من رؤوس الطواغيت، ومن صدقه فهو ممن آمن بالطاغوت.
الوجه الثالث: أن ما توهموه بعقولهم الفاسدة من قصر مدة الليل والنهار في أول الأمر، ثم زيادتها شيئا فشيئا مردود بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع «ألا أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض» الحديث رواه الإمام أحمد والشيخان من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
ورواه ابن جرير والبزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه