وأما علي الطنطاوي فقال في تقريظه لكتاب الصواف ما نصه:
أخي الأستاذ الصواف, رحبت بما سمعت عن عزمك على طبع ما كتبته في موضوع دوران الأرض. لا لأن فيه ردا على مقال الشيخ الجليل ابن باز. بل لأن أعداء الإسلام استغلوا ذلك المقال, وعلقوا عليه تعليقات ملأت الصحف الأوربية والأميركية. نالوا فيها من الإسلام بالباطل, فوجب الدفاع عن الإسلام بالحق, وبيان أن الذي كتبه الشيخ ابن باز رأي له قد يكون له قبول عند بعض العلماء, ولكنه ليس حكم الإسلام القطعي في هذه المسألة. وجمهور علماء المسلمين في جميع أقطار الإسلام على خلافه.
والجواب أن يقال: أما استغلال الأوربيين والأمريكيين لمقال الشيخ ابن باز وتعليقهم عليه في صحفهم ونيلهم من الإسلام بالباطل فغير مستنكر منهم؛ لأنهم الأعداء الألداء للإسلام وأهله. وأبغض المسلمين إليهم من يتكلم بالحق ويتصدى لنصره والذب عنه, ولذلك قامت قيامتهم من أجل مخالفة مقال الشيخ ابن باز لتخرصاتهم وتخرصات أسلافهم من أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم. وقد وافقهم هذا المسكين وأخواه الصواف والمودودي, فقاموا في صف أعداء الله يناضلون عن تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة. وهذا مما يحبه أعداء الله ويرضون به. فليهنك أيها الطنطاوي وليهن أخويك رضوان أعداء الله عنكم.
وهؤلاء الثلاثة أعني الصواف والمودودي والطنطاوي قد التبس عليهم الحق بالباطل, فهم لذلك يرون أنهم ينصرون الحق ويذبون عنه وهم في الحقيقة إنما ينصرون الباطل ويذبون عنه.