للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحسن الشاعر حيث يقول:

دع المنجم يكبو في ضلالته ... إن ادعى علم ما يجري به الفلكُ

تفرد الله بالعلم القديم فلا ال ... إنسان يشركه فيه ولا المَلَكُ

ومن أكاذيب المنجمين زعمهم أن لكل واحد من أهل الأرض نجمًا في السماء، وقد روى أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي أنه قال كذبوا والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم ولكنهم يتبعون الكهنة ويتخذون النجوم علة ثم قرأ {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}.

وقال البخاري في صحيحه: "قال قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأول بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به".

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "وصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه، وزاد في آخره: "وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة، من أعرس بنجم كذا كان كذا، ومن سافر بنجم كذا كان كذا، ولعمري ما من النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدميم، وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من هذا الغيب" انتهى.

ورواه ابن أبي حاتم بنحوه وزاد في آخره: "وقضى الله أنه لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون".

ورواه الخطيب في كتاب النجوم عن قتادة، ولفظه: "قال إنما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال جعلها زينة للسماء، وجعلها يُهتدى بها، وجعلها رجومًا للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم به". ثم ذكر بقيته نحو ما في رواية عبد بن حميد وزاد في

<<  <   >  >>