للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقضي على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

وأما قوله: وأن يشفع لنا به

فجوابه أن يقال ومن ترى يشفع لك به عنده. تعالى الله, وتقدس وتنزه عما يقول الجاهلون علوا كبيرا.

وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأعرابي إنكارا شديدا لما قال له: إنا لنستشفع بالله عليك. ففي سنن أبي داود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: يا رسول الله, جهدت الأنفس, وضاعت العيال, ونهكت الأموال, وهلكت الأنعام, فاستسق الله لنا, فإنا نستشفع بك على الله, ونستشفع بالله عليك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ويحك أتدري ما تقول» وسبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال: «ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك» الحديث قال الذهبي: إسناده حسن. ورد ابن القيم في تهذيب السنن على من تكلم في هذا الحديث بغير حجة, فأجاد وأفاد.

وإذا علم هذا, فلا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة ما بين قول الصواف وقول الأعرابي من المشابهة الظاهرة. فالصواف قد سأل الله أن يشفع له بكتابه. والأعرابي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ونستشفع بالله عليك. فكل منهما قد استشفع بالله. والله تعالى لا يستشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك.

فصل

وقال الصواف في صفحة ١١٤: إن الكثير من شبابنا اليوم في حاجة ماسة إلى مثل هذه الكتب - يعني كتابه وما أشبهه من الكتب المضلة - لتلقي لهم

<<  <   >  >>