المتقين الأبرار. هذا مبلغ علم الصواف وحاصل عقله. وقد قال الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. ومن أعظم عمى القلب أن يعتقد الشخص في أعداء الله من الكفرة والفجرة الطالحين أنهم من السلف الصالحين ويترحم عليهم ويسأل الله تعالى أن يرضى عنهم ويرضيهم ويحشره وإياهم مع المتقين الأبرار. نعوذ بالله من عمى البصيرة {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل.
ولقد أحسن الشاعر حيث يقول
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
فصل
وقال الصواف في صفحة ٧١ ما نصه
يقول علماء الفلك القمر أقرب الأجرام السماوية للأرض وأقل حجما منها. يدور حول الأرض مرة كل شهر. وجاذبية القمر مع جاذبية الشمس هي التي تسبب بقدرة الله المد والجزر في البحر. وقد درس الفلكيون أحوال القمر الجغرافية ووصفوها ورسموا لها الرسومات لتبيين جباله وأوديته. يقول "اللورد افبري" أن سطح القمر صحاري وقفار تتناهض فيها البراكين الخامدة وجباله ضخمة عظيمة يبلغ ارتفاعها ٤٢ ألف قدم بزيادة تقرب من ١٣ ألف قدم عن أعلى جبل على سطح الأرض. وفوهات البراكين هائلة العظمة يبلغ قطرها ٧٨ ميلا. ويقولون إن جبال القمر أقدم بكثير من سلاسل الجبال الأرضية بملايين السنين.