والجواب أن يقال أما قول الفلكيين أن القمر أقر الأجرام السماوية إلى الأرض فهو تخرص لا دليل عليه من كتاب ولا سنة. وما لم يكن عليه دليل فليس عليه تعويل.
وأما قولهم إن القمر أصغر حجما من الأجرام السماوية. فهو أيضا من التخرص واتباع الظن الكاذب. وفي القرآن والسنة ما يدل على أن القمر أكبر حجما من الكواكب. قال الله تعالى مخبرا عن مناظرة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}.
وفي هذه الآيات دليل على أن القمر أكبر من الكواكب فإن الله تعالى بدأ بذكر الأصغر أولا ثم ثنى بذكر ما هو أكبر منه ثم ذكر ما هو أكبر منهما.
ويدل على ذلك أيضا ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب».
ورواه الدارمي ولفظه «وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم».
وروى أبو نعيم في الحلية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.