ضوءا على ماضيهم المشرق وتكشف لهم الحجاب عن حضارتهم الرائعة التي طمسها الأعداء أو كادوا.
والجواب عن هذا وجوه: أحدها: أن يقال: إن الناس في حاجة شديدة إلى التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والأخذ بما جاء عن الصحابة والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم, فهذا هو العلم النافع الذي يلقي لهم الضوء على ماضيهم المشرق, ويكشف لهم الحجاب عن حضارتهم الرائعة.
فأما ما جاء عن فيثاغورس اليوناني وأتباعه من فلاسفة الإفرنج المتأخرين, وهم أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم من فلاسفة الإفرنج وجهال المسلمين فهذا ضرر محض تجب محاربته بكل ما أمكن.
وكتاب الصواف من هذا القسم الأخير؛ لأنه مبني على أقوال "فيثاغورس" وأتباعه من فلاسفة الإفرنج المتأخرين, ومحشو من تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة مع ما اشتمل عليه من تحريف آيات كثيرة من القرآن وتأويلها على غير المراد منها. وما اشتمل عليه أيضا من الافتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المسلمين. وما كان بهذه الصفة فإنه يجب القضاء عليه وعلى أمثاله من الكتب التي تضل الشيوخ والشباب, وتدعوهم إلى نبذ الكتاب والسنة وراء ظهورهم.
الوجه الثاني: أن يقال: وأي حاجة بالشباب إلى تخرصات اليونان والإفرنج وظنونهم التي ما أنزل الله بها من سلطان. وإنما هي من وحي الشيطان وتضليله.
وأي حاجة بالشباب إلى الهذيان والسخافات التي يضحك منها الصبيان الصغار فضلا عن الرجال العقلاء. وسأذكر نماذج منها قريبا إن شاء الله تعالى.