الكبرى، وسطحها به عواصف وزوابع كهربائية ومغناطيسية شديدة، والمشكلة التي حيرت العلماء هي أن الشمس كما يؤخذ من علم طبقات الأرض لم تزل تشع نفس المقدار من الحرارة منذ ملايين السنين، فإن كانت الحرارة الناتجة عنها نتيجة احتراقها فكيف لم تفن مادتها على توالي العصور، فلا شك أن طريقة الاحتراق الجارية فيها غير ما نعهد ونألف، وإلا لكفاها ستة آلاف سنة لتحترق وتنفد حرارتها، وقد زعم البعض أن النيازك والشهب التي تسقط على سطحها تعوض الحرارة التي تفقدها بطريق الإشعاع.
والجواب أن يقال هذا الكلام يدور على التناقض واتباع الظنون الكاذبة، ومع ذلك فقد أدخله الصواف في علم الفلك الذي نسبه إلى المسلمين، وذلك من أكبر الخطأ وأعظم الفرية على المسلمين.
فأما التناقض فالأول منه أنه قرر في أول كلامه أن الشمس هي الآية الكبرى من آيات عظمة الله وقدرته، ثم نقض ذلك بقوله وإن هي إلا آية صغيرة تزخر السماء بملايين من النجوم أضخم منها حجما وأكبر سرعة وأكثر تألقا - أي إضاءة - وبقوله وهي لا تعتبر إلا نجمة ولكنها ليست في عداد النجوم الكبرى، وبما ذكره في صفحة ٩٨ - ٩٩ عن الفلكيين أن الشعرى اليمانية أثقل من الشمس جرما بعشرين مرة، وأن نورها خمسون ضعف نور الشمس، وأن ثلاثا من بنات نعش يفقن الشمس نورا واحدة منهن أربعمائة ضعف، والثانية أربعمائة وثمانين والثالثة ألف ضعف، وأن سهيلا أضوأ من الشمس ألفين وخمسمائة مرة، وأن السماك الرامح حجمه ثمانون ضعف حجم الشمس.
والصواب أن الشمس أكبر من سائر النجوم حجما وأشد إضاءة وإنها