والجواب أن يقال ما ذكره الصواف ههنا عن أهل الجهالة والضلالة من أهل الجيولوجيا والفلك فكلها تخرصات وظنون كاذبة. وقد قال الله تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}. ولا يعتمد على مثل هذه الأباطيل ويرى أنها حقائق علمية إلا من هو من أجهل خلق الله.
ونسبة هذه الجهالات والضلالات إلى المسلمين فرية عليهم وقد قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} قال أبو قلابة هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة.
فأما ما زعموه من انفصال الأرض عن الشمس فجوابه من وجوه. أحدها أن يقال أن دعوى انفصال الشيء عن الشيء في الأزمان الماضية لا تثبت إلا بدليل قاطع من كتاب الله تعالى أو مما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن ذلك من أمور الغيب التي لا تعلم إلا من طريق الوحي ولا دليل على ما زعموه من انفصال الأرض عن الشمس البتة. وما ليس عليه دليل فهو من الرجم بالغيب، وما كان كذلك فحقه أن يطرح ولا يعول عليه وقد قال الله تعالى {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} وقال تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وقال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
الوجه الثاني: أن يقال لو كان الأمر على ما زعموه من انفصال الأرض عن الشمس لكانت الأرض مثل الشمس في الحرارة والضياء، وكانت تحرق ما يكون على ظهرها ولم يمكن أن يعيش عليها شيء من الحيوانات ولا النباتات. ولما كانت عديمة المماثلة للشمس في الحرارة والضياء دل ذلك على بطلان ما