إلى حد ما معرفة عناصر الشمس، فوجد أنها تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض، ثم نقض ذلك بما ذكره في هذا الموضع عن الفلكيين أن الشمس إنما هي كرة هائلة من الغازات الملتهبة.
وكل من هذين القولين باطل وضلال، ويلزم على القول الأول أن تكون الشمس ترابا وأحجارا وماء مثل الأرض، ولو كانت كذلك لما كانت سراجا وهاجا كما وصفها الله بذلك وإنما تكون باردة مضيئة، وهذا معلوم البطلان بالضرورة، ويلزم على القول الثاني أن تكون الأرض كرة من الغازات الملتهبة، وهذا أيضا معلوم البطلان بالضرورة.
وأما ما في كلامه من التخرص واتباع الظن الكاذب فكثير، ومنه قوله في الشمس أنها مصدر نارنا.
وهذا خطأ مردود بقوله تعالى {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}، وقوله تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَاتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ}.
وكما تكون النار من الشجر فكذلك تكون من الشمس بواسطة بعض الزجاج، وتكون أيضا من الكهرباء، ومن الكبريت، ومن الأحجار الصلبة، وغير ذلك مما تتولد منه النار بواسطة الاحتكاك.
ومن قال: أن النار مصدرها الشمس وحدها فهو من أجهل الناس.
ومن التخرص واتباع الظن الكاذب أيضا قوله في الشمس؛ بل هي محور نظامنا السياري ومصدر حياتنا، وقد تقدم التنبيه على قوله؛ بل هي محور نظامنا السياري قريبا.