الصالح رحمهم الله ورضي الله عنهم وأرضاهم وحشرنا وإياهم من المتقين الأبرار.
والجواب أن يقال: أما مناجاة النجوم فمعناها المخاطبة لها في السر وذلك شرك كما سيأتي بيانه.
قال الجوهري: النجو السر بين اثنين, يقال: نجوته نجوًا إذا ساررته. وكذلك ناجيته وانتجى القوم وتناجوا, أي: تساروا.
وقال ابن الأثير وابن منظور في لسان العرب: المناجي المخاطب للإنسان والمحدث له. قال ابن الأثير يقال: ناجاه يناجيه مناجاة فهو مناجٍ والنجي فعيل منه. انتهى.
وقد روى مالك في الموطأ عن أبي حازم التمار عن البياض أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال «أن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».
وروى أبو داود في سننه والحاكم في مستدركه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه, وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال ابن عبد البر: حديثا البياض وأبي سعيد ثابتان صحيحان.
وفي المسند من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك أيضا.
وإذا علم هذا فلا يناجي النجوم إلا من يعتقد فيها الإلهية وأنها تدبر أمر العالم وتسمع دعاء من يدعوها ويناجيها. وهذا المعتقد الخبيث موروث عن عباد الشمس والقمر والنجوم من فلاسفة اليونان وأتباعهم من المتقدمين