هو محب الحكمة وأنه يمدح ويثنى به على العالم المصلح المرشد للعباد لم يكن هذا من عرف أهل الإسلام ولا من لغتهم ولا يمدح به أحد من علماء الإسلام, لأنه قد كان من المعلوم أنه لم يكن يسمى به أحد من علماء الصحابة ولا علماء التابعين ولا من بعدهم من الأئمة المهتدين والعلماء المصلحين المرشدين ولا أكابر علماء أهل الحديث المجتهدين بل كان هذا الاسم في عرف أهل الإسلام لا يسمى به إلا من كان من علماء الفلاسفة ومن نحا نحوهم من زنادقة هذه الأمة فكان في الحقيقة إن هذا مما يعاب ويذم به من يسمى بذلك لا مما يمدح ويثنى به عليه. ولو أراد هؤلاء المتنطعون المتعمقون أن ينقلوا هذا عن أحد من أهل العلم أو يذكروه في شيء من دواوين أهل الإسلام لم يجدوا إلى ذلك سبيلا البتة. اللهم إلا ما يذكر عن أشباه هؤلاء الهمج الرعاع أتباع كل ناعق. الذين لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق من الفهم. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ومما ذكرنا يعلم أن اسم الفيلسوف ليس بمدح وإنما هو ذم على الحقيقة وإن هذا الاسم هو اللائق بنصير الشرك الطوسي وأشباهه من ورثة اليونان. ولا ينبغي أن يسمي به أحد من علماء المسلمين.
وأما قوله وكان يراقب النجوم والقمر ويرصد حركاتها بمرصد مراغة في مصر.
فجوابه أن يقال إن نصير الشرك الطوسي إنما بنى المرصد بمدينة مراغة المعروفة بأذربيجان. قال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف ولما نبغ نصير الدين الطوسي بنى مرصدا في المراغة بالتركستان أنفق عليه الأموال الطائلة وهذا هو الصحيح لا ما توهمه الصواف.