ثم يأخذ الماء في الزيادة إلى وقت طلوع القمر فحينئذ تنتهي الزيادة. وهكذا أبدا.
وأما الحالة الشهرية فإنه يمد ويجزر في الشهر مرتين. إذا كان في أول يوم من الشهر إذا الماء قد انتهت زيادته ثم يأخذ في النقص إلى اليوم الثامن فحينئذ ينتهي النقصان ثم يأخذ في الزيادة إلى نصف الشهر فإذا انتصف الشهر إذا الزيادة قد انتهت كما كانت في أول يوم من الشهر ثم يأخذ في النقص إلى اليوم الثاني والعشرين من الشهر فحينئذ ينتهي النقصان ثم يأخذ في الزيادة إلى تمام الشهر فحينئذ تنتهي الزيادة. وهكذا أبدا. حكمة بالغة من حكيم عليم.
وأما قوله وقد درس الفلكيون أحوال القمر الجغرافية إلى آخره.
فجوابه أن يقال كل ما ذكره الفلكيون ههنا عن القمر فهي تخرصات وظنون كاذبة. ومن أين للفلكين أن يصلوا إلى القمر ويدرسوا أحواله الجغرافية وهو في السماء بنص القرآن وبين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام بنص الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوصول الفلكيين إلى القمر مستحيل وظنونهم وتخرصاتهم عما فيه مردود عليهم.
وأما قوله ويقولون إن جبال القمر أقدم بكثير من سلاسل الجبال الأرضية بملايين السنين.
فجوابه أن يقال هذا من أبطل الباطل, لأن الله تعالى قد نص على أنه خلق الأرض قبل خلق السماء وما فيها فقال تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وقال تعالى {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا