وكل ما في هذا الفصل من أوله إلى آخره بل كل ما نقله الصواف في رسالته من توهمات فلاسفة الإفرنج وتخرصاتهم فهو من زخرف القول الذي أوحته شياطين الجن إلى شياطين الإنس ونشرته شياطين الإنس لأوليائهم وأتباعهم من العصريين فصغت إليه أفئدتهم ورضوه وتمسكوا به أعظم مما يتمسكون بنصوص الكتاب والسنة واشتد إنكارهم على من رد ذلك من المسلمين. وهذا من زيغ القلوب وانتكاسها فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأما قولهم إن عمر الشمس هو خمسة آلاف مليون سنة.
فجوابه أن يقال هذا من الرجم بالغيب والقول بغير علم وذلك من أعظم المحرمات. وقد قال الله تعالى {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} وقال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وقال تعالى {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}.
فهؤلاء الكذابون المتعاطون لما استأثر الله به من علم الغيب لم يشهدوا