للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلم من طريق الوحي لا غير. وكل ما ذكره في هذا الفصل فهو من المغيبات وكلامهم فيها مردود إذ لا وحي على ما زعموه ههنا البتة.

الوجه الثاني: أن ما ذكره ههنا عن الفلكيين ليست بنظريات علمية وإنما هي تخرصات وظنون كاذبة لا تخفى إلا على جاهل لا يعرف الحق من الباطل.

الوجه الثالث: أن الصواف كرر اسم العلماء في ثلاثة مواضع من هذا الفصل وأراد بهم الفلكيين الذين نقل عنهم من التخرصات والظنون الكاذبة ما نقل وهذا من قلب الحقيقة فإنهم ليسوا بعلماء وإنما هم من أهل الجهل والغباوة على الحقيقة.

واسم العلماء عند الإطلاق إنما يراد به علماء الشريعة دون من سواهم قال الله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} وقال تعالى {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} فالموصوفون في هذه الآيات هم العلماء على الحقيقة. وأما غيرهم فلابد فيهم من التقييد كما يقال علماء اليهود وعلماء النصارى وعلماء الفلك وعلماء النسب وعلماء الطب وعلماء الهندسة ونحو ذلك.

الوجه الرابع: أن نظرية الفلكيين في الكواكب وزعمهم أنها مسكونة وأن سكانها سبقوا أهل الأرض في إطلاق سفن الفضاء وتفجير القنابل الذرية ليس بشبه خيال كما زعمه الصواف, وإنما هي خيال صرف ورجم بالغيب. ولم يأت في القرآن ولا في السنة ما يدل على أن الكواكب مسكونة فضلا عما تخرصوه وتوهموه بعقولهم الفاسدة من أن سكانها سبقوا أهل الأرض في إطلاق سفن الفضاء وتفجير القنابل الذرية. وقد قال الله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا

<<  <   >  >>