للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنجوم. وما ليس عليه دليل فليس عليه تعويل. ومن زعم معرفة وزنها وما بين بعضها والبعض الآخر من التفاوت في الثقل فليس له مستند سوى التخرص والرجيم بالغيب. وقد قال الله تعالى {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} وقال تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}.

وأما زعمهم أن الشعرى اليمانية أبعد من الشمس مليون ضعف بعدها عنا

فجوابه أن يقال قد زعم أهل الهيئة الجديدة أن الشمس تبعد عن الأرض أربعة وثلاثين ألف ألف فرسخ وخمسمائة ألف فرسخ. ذكره الألوسي عنهم في صفحة ٣٤ من كتابه الذي سماه (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة) وهذه المسافة تطابق اثني عشر ألف سنة أو قريبا من ذلك. فعلى هذا يكون بعد الشعرى عن الأرض اثني عشر ألف مليون سنة على حد زعمهم. وهذا من أقبح الهوس والهذيان. وهو مردود بنصوص القرآن على أن الكواكب قد جعلت زينة للسماء الدنيا.

وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة» وعلى هذا فالمسافة بين الأرض وبين الشعرى خمسمائة سنة فقط.

وعلى قول الفلكيين تكون الشعرى فوق العرش وهذا من أبطل الباطل فإنه ليس فوق العرش شيء سوى الله تبارك وتعالى.

وأما زعمهم أن الشعرى اليمانية تجري بسرعة ألف ميل في الدقيقة.

فجوابه أن يقال: إن الشعرى اليمانية كسائر النجوم الثوابت فكلها في

<<  <   >  >>