للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجواب أن يقال: ليس الأمر كما زعمه المحاسني من أن الصواف منسوب إلى الصفاء؛ وإنما هو منسوب إلى بيع الصوف, كما يقال لبائع التمر تمار ولبائع السمن سمان ولبائع الزيت زيات ولبائع البقل بقال ولبائع النحاس نحاس وما أشبه ذلك. ولو كان منسوبا إلى الصفاء لقيل له الصافي لا الصواف.

الموضع الثاني: عده من الأئمة أهل التقى والعلم والإنصاف.

والجواب أن يقال: هذا فيه نظر لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة.

الموضع الثالث: قوله فلقد وجدتك بالهدى موصوفا.

والجواب أن يقال: وهذا أيضا فيه نظر لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة, ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور

فطن لكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بدينه لم يشعر

الموضع الرابع: قوله عرفت لسانك بالمقال عفيفا

والجواب أن يقال: كيف يكون لسانه عفيفا بالمقال وهو قد قال على الله تعالى وعلى كتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بغير علم, وأخطأ على المسلمين خطأ كبير كير نسب إليهم من التخرصات والظنون الكاذبة ما هم بريئون منه.

فأما قوله على الله تعالى وعلى كتابه بغير علم, ففي مواضع من رسالته التي قد رددت عليها.

منها قوله في صفحة ٤٠: أن القرآن أشار إلى نظرية "لابلاس" وهي قوله: أن الأرض والشمس ومختلف الكواكب والأجرام إنما كانت سديما في

<<  <   >  >>