وفيه رد على المودودي حيث زعم أن الشمس سارية إلى مستقرها الذي لا يعلمه الإنسان. يعني أنها لا تزال سارية إلى مستقرها ولم تصل إليه بعد. وكأنه والله أعلم قد اعتمد على كلام العصريين المفتونين بتخرصات الإفرنج وظنونهم الكاذبة, فقد نقل الصواف في صفحة ٦٣ عن قطب أنه قال: والله يقول: إنها تجري لمستقر لها. هذا المستقر الذي ستنتهي إليه لا يعلمه ألا هو سبحانه ويعلم موعده سواه انتهى.
فكلام المودودي شبيه بكلام قطب وهما ومن قال بقولهما من العصريين كلهم عيال على فلاسفة الافرنج المتأخرين. فقد ذكر الصواف عنهم في صفحة ٣٨ أنهم قالوا: إن النظام الشمس ينهب الفضاء نهباً متجهاً نحو برج هر كيوليس.
وذكر أيضا في صفحة ٤٣ عن الفلكي الجاهل (سيمون) أنه قال: إن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاء نحو برج النسر بسرعة غير معهودة لنا على الأرض يكفي لتصويرها أننا لو سرنا بسرعة مليون ميل يوميا, فلن تصل مجموعتنا الشمسية إلى هذا البرج إلا بعد مليون ونصف مليون سنة من وقتنا الحاضر. انتهى هذيانه.
وهذه التخرصات والظنون الكاذبة مردودة بما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من انتهاء الشمس إلى مستقرها تحت العرش كل ليلة وسجودها حين تنتهي إليه, واستئذانها في الطلوع وأنه يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت, فتصبح طالعة من مطلعها إلى آخر الحديث الذي تقدم ذكره.
وقد تقدم في أول الكتاب الجواب عما لعله يورده بعض الناس على هذا الحديث من كون الشمس لا تزال طالعة على الأرض, فليراجع مع الكلام على ما زعمه الصواف من حركة الأرض.