قلت قد ذكر الذهبي في الميزان عن ابن عدي أنه قال أرجو أنه لا بأس به. وروى حميد بن زنجويه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا، وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا».
وروى حميد بن زنجويه أيضا عن نعيم بن أبي هند قال: قال عمر رضي الله عنه «تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم أمسكوا، وتعلموا من النسب ما تصلون به أرحامكم، وتعلمون ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم انتهوا».
وروى حميد بن زنجويه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال «رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق».
وهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا وفيها دليل على أن علم النجوم علم محظور وشعبة من شعب السحر ما عدا الاهتداء بها في ظلمات البر والبحر.
ويستفاد منها أيضا أنه لا يجوز التصديق بما يزعمه المنجمون وأهل الهيئة الجديدة من علم النجوم لأن مزاعمهم فيها مبنية على الرجم بالغيب ولا يجوز التصديق بذلك.
الوجه الثاني: أن يقال لو كان علم الفلك من أول العلوم التي لفتت أنظار علماء المسلمين وجلبت اهتمامهم وعنايتهم لما كان الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان وأئمة العلم والهدى من بعدهم يهملونه. ولكنه علم لا يخلو في الغالب من تعاطي علم الغيب وما كان كذلك فهو علم مُرْدٍ مهلك، وما سلم منه من تعاطي علم الغيب فهو علم كثير العناء قليل الجدوى.