للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمود الذين تغلبوا بالأندلس مدة وأمثال هؤلاء، لم يقدح أحد في نسبهم ولا في أسلامهم، وقد قتل جماع من الطالبيين على الخلافة لاسيما في الدولة العباسية، وحبس طائفة كموسى بن جعفر وغيره، ولم يقدح أعداؤهم في نسبهم ولا دينهم، وسبب ذلك أن الأنساب المشهورة أمرها ظاهر متداول مثل الشمس لا يقدر العدو أن يطفئه.

وكذلك إسلام الرجل وصحة إيمانه بالله ورسوله أمر لا يخفى، وصاحب النسب والدين لو أراد عدوه أن يبطل نسبه ودينه وله هذه الشهرة لم يمكنه ذلك، فإن هذا مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، ولا يجوز أن تتفق على ذلك أقوال العلماء.

وهؤلاء بنو عبيد القداح ما زالت علماء الأمة المأمونون علما ودينا يقدحون في نسبهم ودينهم، لا يذمونهم بالرفض والتشيع، فإن لهم في هذا شركاء كثيرين، بل يجعلونهم من القرامطة الباطنية الذين منهم الإسماعيلية والنصيرية، ومن جنسهم الخرمية المحمرة وأمثالهم من الكفار والمنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر".

إلى أن قال: "بل ما ظهر عنهم من الزندقة والنفاق ومعادة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - دليل على بطلان نسبهم الفاطمي، فإن من يكون من أقارب النبي - صلى الله عليه وسلم - القائمين بالخلافة في أمته لا تكون معاداته لدينه كمعاداة هؤلاء، فلم يعرف في بني هاشم ولا ولد أبي طالب بل ولا بني أمية من كان خليفة وهو معاد لدين الإسلام، فضلا عن أن يكون معاديا له كمعاداة هؤلاء، بل أولاد الملوك الذين لا دين لهم يكون فيهم نوع حمية لدين آبائهم وأسلافهم، فمن كان من ولد سيد ولد آدم الذي بعثه الله بالهدى ودين الحق - كيف يعادي دينه هذه المعاداة؟ ولهذا نجد جميع المأمونين على دين الإسلام باطنا وظاهرا معادين لهؤلاء إلا من هو زنديق عدو الله ورسوله، أو جاهل لا يعرف ما بعث الله به رسوله، وهذا مما يدل على كفرهم وكذبهم في نسبهم ".

إلى أن قال: "وقد علم الناس من سيرة الحاكم ما علموا، وما فعله هشتكين الدرزي مولاه بأمره من دعوة الناس إلى عبادته

<<  <   >  >>