وقد صنف القاضي وصف مذاهبهم في كتبه، وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين، وهؤلاء الغالية كفار باتفاق المسلمين" انتهى.
وقال شيخ الإسلام أيضا في موضع آخر: "أئمة الباطنية كبني عبيد بن ميمون القداح الذين ادعوا أنهم من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر ولم يكونوا من ولده، بل كان جدهم يهوديا ربيبا لمجوسي، فأظهر التشيع، ولم يكونوا في الحقيقة على دين واحد من الشيعة لا الإمامية ولا الزيدية بل ولا الغالية الذين يعتقدون إلهية علي أو نبوته، بل كانوا شرا من هؤلاء كلهم، ولهذا كثرت تصانيف العلماء المسلمين في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وكثر غزو المسلمين لهم، وقصصهم معروفة، وابن سينا وأهل بيته من أتباعهم على عهد حاكمهم المصري، ولهذا دخل ابن سينا في الفلسفة. وهؤلاء يجعلون محمد بن إسماعيل هو الإمام المكتوم، وأنه نسخ شرع محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ويقولون أنهم آلهة، ولهذا أرسل الحاكم غلامه هشتكين الدرزي إلى وادي تيم الله بن ثعلبة بالشام، فأضل أهل تلك الناحية، وبقاياه فيهم إلى اليوم، يقولون بإلهية الحاكم وقد خرجهم عن دين الإسلام.
وقد ادعى الربوبية، وكتب باسم الحاكم الرحمن الرحيم، واستمال كثيرا من الجهال، وبذل لهم المال، ونادوه باسم الإله وصنف له بعض الباطنية كتابا ذكر فيه أن روح آدم انتقل إلى علي ثم إليه.
وهؤلاء الباطنية لهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة، وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ضرر الكفار التتر، وأكفر من المشركين المحاربين من الإفرنج، وغيرهم فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا رسوله ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار، ويتأولون كلام الله ورسوله على أمور يفترونها بدعوى أنها من علم الباطن، وليس لهم