زعموه أيضا من النظام الشمسي وسرعة سيره في الساعة والدقيقة واتجاهه نحو هركيولس - فكله هذيان لا يقوله عاقل، ونسبة هذا الهذيان إلى المسلمين فرية بلا مرية.
وقد قال الله تعالى {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} وقال تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}.
وقد ذكرت في الصواعق الشديدة ما ذكره العلماء من الإجماع على أن السموات مستديرة، وما ذكروه أيضا من الإجماع على أن الأرض مثل الكرة، وبيان أنها مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة في الدائرة، وذكرت أيضا النص على أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة، وأن كسف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، فلو كان للأرض فلك يبلغ محيطه ٥٨٠ مليون ميل كما زعم ذلك من زعمه من فلاسفة الإفرنج ومن يقلدهم ويحذو حذوهم من ضعفاء البصيرة من المسلمين لكان مدارها من فوق الكرسي بمسافة بعيدة، وهذا ظاهر البطلان.
وأيضا فالسموات السبع الشديدة البناء التي ليس لها فروج وليس فيها فطور قد أحاطت بالأرض من كل جانب، والكرسي من فوق السموات قد أحاط بالجميع فلا طريق للأرض إلى اختراق السموات والكرسي، والصعود إلى ما فوق ذلك حتى يتهيأ لها الدوران في الفلك الذي توهموه بعقولهم الفاسدة.
وإنما قال أعداء الله ما قالوه من هذا الهذيان الذي يضحك منه كل عاقل