للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويشهد له قول الله تعالى {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} وقد تقدم قول قتادة أنهم الكهنة.

والمقصود ههنا التحذير من تصديق الذين يتكهنون ويدعون علم الغيب، وبيان أن من صدقهم في ذلك فهو ممن آمن بالجبت والطاغوت شاء أم أبى.

فليستيقظ الصواف من رقدته ولينتبه من غفلته ولا يكن كحاطب الليل يضع في حطبه الأفاعي القاتلة وهو لا يشعر، بل أن ضرر الأفاعي أوهى مما وضعه الصواف في رسالته من الأقوال الباطلة المتضمنة لمحادة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، واتباع غير سبيل المؤمنين، لأن ضرر هذه الأقوال الباطلة على الدين وضرر الأفاعي على البدن وشتان ما بين الضررين.

الوجه الرابع: أن ما زعمه أعداء الله تعالى من معرفة الشهر الذي بدأ فيه العالم وتعيين اليوم الذي بدأ فيه من ذلك الشهر وتحديد عمر العالم وعمر الأرض - فكله تخرص مردود بقول الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وقوله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية. وقوله تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} الآية. وقوله تعالى {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} الآية. وقوله تعالى {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} الآية.

وفي الحديث الصحيح أن جبريل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - «أخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها أعلم بأعلم من السائل» رواه الإمام أحمد ومسلم

<<  <   >  >>