فأما ما وضعه أعداء الرسل من عند أنفسهم وما توحيه الشياطين إليهم فهو باطل مردود وليس بمقدس.
وكتاب الهند الذي نقل الصواف عنه تحديد عمر العالم هو من هذا الجنس الباطل المردود لما فيه من التحكم على الغيب والتعاطي لما استأثر الله بعلمه.
وأما قوله: ويعتمد الفلكيون في عمر الكرة الأرضية على النظرية القائلة بأن شيئا حدث في الفضاء في قديم الزمان جعل المادة تتناثر من مركز مشترك واحد.
فجوابه أن يقال هذا من تخرصات أهل الهيئة الجديدة وظنونهم الكاذبة. وقد قال الله تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وقال تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وقال تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ}.
وقد ذكرت في الصواعق الشديدة ما ذكره الألوسي عن أهل الهيئة الجديدة في ذلك، وتعقبته بالرد، فليراجع ذلك في المثال الخامس عشر من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة.
وأما قوله: وقد دلت الدراسة التي استمرت ٢٠ عاما للضوء المنبعث من الكواكب البعيدة على أن هذه الكواكب لا تزال ممعنة في الابتعاد في الفضاء، وأن سرعتها تزداد كلما ازداد ابتعادها.
فجوابه: أن يقال هذا من جنس ما قبله من التخرصات والظنون الكاذبة