للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجواب أن يقال أما دعوى معرفة تاريخ الأرض ونشأتها وعمرها وكيف تكونت طبقاتها وما طرأ على كل طبقة من تغيير، فذلك من التحكم على الغيب والتعاطي لما استأثر الله بعلمه قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} الآية.

وليست هذه الأمور مما يدرك علمه بالعوامل الجيولوجية أو الحيوية، وإنما تعلم من طريق الوحي وقد انقطع الوحي بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

وأما قوله: وقد تمكن بعض العلماء من معرفة أشياء مهمة عن الأرض ومكوناتها.

فجوابه أن يقال ليس للأرض ولا غيرها من المخلوقات خالق ومكون غير الله تعالى. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.

وإضافة التكوين إلى العناصر هو مذهب الطبيعيين الذين يزعمون أن الإيجاد والتكوين ناشئ عن الطبيعة، وذلك شرك بالله تعالى؛ لأن الله تعالى هو الذي خلق العناصر، وخلق ما تكون منها فلا يضاف التكوين إلى غيره.

وأما قوله: "وكل هذه الدراسات تضيف في كل لحظة وحين أدلة مشرقة على عظمة الخالق ووجود الصانع".

فجوابه أن يقال أن في القرآن والأحاديث الصحيحة كفاية وغنية في الدلالة على عظمة الخالق ووجود الصانع، ولا يحتاج معهما إلى ما سواهما من أقوال الناس وآرائهم فضلا عن تخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة وتحكمهم على الغيب.

<<  <   >  >>