للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي خلق العناصر وخلق ما تكون منها فلا يضاف التكوين إلى غيره.

وأما قوله فوجد أنها تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض.

فجوابه من وجهين أحدهما أن يقال ما زعمه ههنا فهو تخرص وظن كاذب وقد قال الله تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} ومن هو الذي ذهب إلى الشمس، وحلل عناصرها، وقابل بينها وبين عناصر الأرض، حتى عرف مشابهة كل منهما للآخر.

وعناصر الشمس من أمور الغيب التي لا تعلم إلا من طريق الوحي، ولم يأت عن الله تعالى ولا عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - بيان عن عناصر الشمس، وقد قال الله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.

ولو كانت عناصر الشمس مثل عناصر الأرض لكانت ترابا وأحجارا وماء مثل الأرض، ولو كانت كذلك لما كانت سراجا وهاجا كما وصفها الله بذلك في كتابه وإنما تكون باردة غير مضيئة.

ولو كانت عناصر الأرض مثل عناصر الشمس لاحترق ما على الأرض ولم يمكن أن يعيش عليها شيء من الحيوانات ولا النباتات.

الوجه الثاني: أن كلام الصواف ينقض بعضه بعضا فقد زعم ههنا أنه بتقدم العلم أمكن إلى حد ما معرفة عناصر الشمس، فوجد أنها تتكون من نفس العناصر التي تتكون منها الأرض. ثم نقض ذلك في صفحة ٥٨ حيث ذكر عن الفلكيين أن الشمس إنما هي كرة هائلة من الغازات الملتهبة، وكل من هذين القولين باطل وضلال إذ لا مستند لهما سوى التخرصات والظنون الكاذبة.

<<  <   >  >>