ليس له نظير، وهو سبحانه مع ذلك فوق سمواته على عرشه.
كما أنَّه - سبحانه - يقرب من عباده في آخر الليل، وهو فوق عرشه، ويدنو من أهل عرفة عشية عرفة وهو على عرشه، قال: وهو سبحانه قريب في علوه، عالٍ في قربه، قال: والذي يسهل عليك فهمَ هذا معرفةُ عظمة الرب وإحاطته بخلقه، وأنَّ السموات السبع في يده كخردلة في يد العبد، وأنه - سبحانه - يقبض السموات بيده، والأرض بيده الأخرى، ثم يهزهن، فكيف يستحيل في حقِّ مَن هذا بعض عظمته أنْ يكونَ فوق عرشه، ويقرب من خلقه كيف شاء وهو على العرش؟! اهـ.
والجواب عن هذا من وجهين: أحدهما أنْ يقال: إنَّ أهلَ السنة والجماعة أجمعوا على أنَّ الله - تبارك وتعالى - مستوٍ على عرشه، وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه، وأجمعوا على أنَّ معنى قوله:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤]، ونحو ذلك في القرآن أنَّ ذلك علمه، وأن الله - تعالى - فوق السموات بذاته، مستوٍ على عرشه كيف شاء، وقد نقل ابن القيم هذا الإجماع في كتابه المسمى ب "اجتماع الجيوش الإسلامية"، والعمدة على هذا الإجماع ولا عبرة بما خالفه من أقوال الناس.