هذا القول، وذلك يدُلُّ على الرضا به والموافقة عليه، وفيه ردٌّ لما تشبث به المردود عليه من كلام ابن القيم في كتاب "الصواعق المرسلة"، وقد قال ابنُ القيم في كتاب "الصواعق المرسلة" قبل كلامه الذي نقله المردود عليه بأقل من صفحة: الوجه الثاني: أنَّ الله - سبحانه - قد بيَّن في القرآن غاية البيان أنه فوق سمواته، وأنه مستوٍ على عرشه، وأنه بائن من خلقه، وأن الملائكة تعرج إليه وتنزل من عنده، وأنه رفع المسيح إليه، وأنه يصعد إليه الكلم الطيب، إلى سائر ما دلت عليه النصوص من مباينته لخلقه وعُلُوِّه على عرشه، وهذه نصوص مُحكمة، فيجب رد المتشابه إليها؛ انتهى.
قلت: وفي النُّصوص المحكمة الدالة على علو الله - تبارك وتعالى - فوق سمواته، ومباينته لجميع خلقه - أبلغ رد على من زعم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية؛ لأن هذا القول الباطل يستلزم الحلول مع الخلق في أماكنهم، وذلك من أبطل الباطل.
وأما دنو الرب - تبارك وتعالى - من عباده، فهو ثابت في حديث النُّزول المتفق على صحته، وجاء في حديث مرفوع: أنَّ الله - تعالى - يهبطُ إلى سماء الدُّنيا عشية عرفة، فيباهي بأهل الموقف الملائكة، وهذا الحديث وحديث النُّزول في آخر الليل وغيرهما مما