إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس: ٦١] الآية، إلى غير ذلك من الآيات، فهو - جل وعلا - مستوٍ على عرشه، كما قال على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله، وهو مُحيط بخلقه كلهم في قبضة يده لا يعزب عنه مِثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين؛ انتهى كلامه، وفيه أبلغُ رد على مَن زعم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية.
وإذا علم هذا، فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وكلام من ذكر بعده من العُلماء مُوافق لما أجمع عليه سَلَف الأمة وأئمتها، وهو أنَّ الله - سبحانه وتعالى - مع العباد عمومًا بالعلم والقدرة والإحاطة والسماع والرُّؤية، وأنه يخص أنبياءه وأولياءه بمعية النصر والتأييد والكفاية، وليس في كلامِهم ما يتعلق به من زعم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية.
وأمَّا قوله: وقد ذكر أنَّ ذلك مقصودُهم الشيخُ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم؛ حيث قال في الفهارس العامة لمجموع الفتاوى إلى آخر كلامه.
فجوابه أنْ يقال: إنَّ الشيخَ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم لم يَجمع الفهارس العامة لمجموع الفتاوى، وإنَّما جمعها ابنه محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، وذلك مذكور في أَوَّل صفحةٍ من كلِ جزء من الفهارس العامة لمجموع الفتاوى، فليراجع.
وأمَّا قول المردود عليه، وإذا أردت أن تعرفَ أن معنى معية الله لخلقه معية حقيقية ذاتية لا تقتضي أن يكون حالاًّ فيهم ولا في أمكنهم،