للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتأمل ما يأتي:

أ- قول شيخ الإسلام وغيره: إنَّ ما ذكر من معيته لا يُنافي ما ذكر من علوه، وأنه - سبحانه - عليٌّ في دُنُوه، قريب في علوه، فإنَّه لو كان معنى المعية مُجرد العلم ما احتاجوا إلى ذكر ذلك؛ لأنَّ تصور المنافاة بين عموم العلم وعلو الذات غيرُ وارد ولا مورد أيضًا.

ب- قول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في "مُختصر الصواعق"، والذي يسهل عليك فهم هذا، إلى آخر ما نقلناه عنه في هذه الورقات، وقول الشنقيطي في تفسيره - رحمه الله تعالى -: فالكائنات في يده - جل وعلا - أصغرُ من حَبَّةِ خردل - إلى أنْ قال: فهو - سبحانه - مستوٍ على عرشه، كما قال: على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله، وهو مُحيط بخلقه كأنهم (١) في قبضة يده.

ج- قول ابن القيم - رحمه الله تعالى -: فهو قريبٌ من المحسنين بذاتِه ورحمته قربًا ليس له نظير، وهو مع ذلك فوق سمواته على عرشه، فأثبت له القُرب الذَّاتي مع علوه قربًا ليس له نظير.

فالجواب عن أول كلامه من وجهين: أحدهما أنْ يقالَ: إن


(١) قوله: كأنَّهم، كذا هو بخط المردود عليه، وصوابُه كلهم.

<<  <   >  >>