المعية العامَّة: إنه عالم بهم وبما خفي من سِرِّهم ونجواهم، وقد أقره ابنُ القيم على هذا القول وفيه - مع ما تقدم من كلامِ ابن القيم وما نقله من الإجماع على أنَّ معنى قوله - تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤]، ونَحو ذلك في القرآن أن ذلك علمه، وأنَّ الله فوق السموات مستوٍ على عرشه كيف شاء - أبلغُ رد على من زَعَم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية.
وأما الشنقيطي، فقد تقدم كلامه قريبًا، وفيه التصريحُ بأن المعية الخاصة هي بالإعانة والنصر والتوفيق، وأمَّا المعية العامة لجميع الخلق، فهي بالإحاطة التامة والعلم، ونفوذ القدرة، وكون الجميع في قبضته - جلَّ وعلا - قال وهو مستوٍ على عرشه على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله، فكلامُ الشنقيطي فيه أبلغ رد على مَن زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.
وأمَّا قول ابن القيم فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربًا ليس له نظير، وقول المردود عليه فأثبت له القرب الذَّاتي مع علوه قربًا ليس له نظير.
فجوابه أنْ يقال: أما قُربُ رحمةِ الله - تعالى - من المحسنين، فهو ثابت في القرآن؛ قال الله - تعالى -: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ