وأما قولُ شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: إنَّ ما ذكر من معية الله - تعالى - لا ينافي ما ذكر من علوه، فمُراده بالمعية معية العلم والقُدرة والسلطان لعموم الخلق، ومعية الإعانة والنصر والتأييد لأنبياء الله وأوليائه، وهذا واضح في كلامه المنقول من "شرح حديث النُّزول" وقد تقدم ذكره قريبًا فليراجع.
وأمَّا قول ابن القيم: والذي يُسهل عليك فهمَ هذا معرفة عظمة الرب وإحاطته بخلقه، وأنَّ السموات السبع في يده كخردلة في يد العبد، وأنه - سبحانه - يقبض السموات بيده والأرض بيده الأخرى، ثم يهزهن، فكيف يستحيل في حق مَن هذا بعضُ عظمته أنْ يكون فوق عرشه، ويقرب من خلقه كيف شاء وهو على العرش؟! فمُراده ما صرح به قبل هذه الجملة، وهو أن الله - تعالى - يقرب من عباده في آخر الليل وهو فوق عرشه، ويدنو من أهل عرفة عشية عرفة وهو فوق عرشه، وأنَّ المعية العامة يكون من لازمها العلم والتدبير والقُدرة، وأما المعية الخاصة، فإنه يكون من لازمها النصر والتأييد والمعونة، وقد تقدم قريبًا ما نقله ابن القيم عن القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني أنَّه قال في المعية الخاصَّة: إنَّها بالحفظ والنصر والتأييد، قال: ولم يرد أنَّ ذاته معهم، وقال في