معية حقيقية ذاتية تليقُ بعظمته وجلاله، ولا تشبه معية المخلوق للمخلوق، ونثبت مع ذلك علوَّه على خلقه واستواءه على عرشه على الوجه اللائق بجلاله، لا نكيف ذلك ولا نتصور له كيفية؛ لأنَّ تكييفنا له قول على الله بلا علم، وتصورنا لذلك كيفية مُحاولة لما لا يُمكن الوصول إليه ولا نقول به، ونرى أنَّ من زعم أن الله - تعالى - بذاته في كل مكان، فهو كافر أو ضالٌّ إن اعتقده، وكاذب إن نسبه إلى غيره من سَلَفِ الأمة أو أئمتها، فعقيدتنا أنَّ لله - تعالى - معية حقيقية ذاتية تليق به، وتقتضي إحاطته بكل شيء علمًا وقدرة وسمعًا وبصرًا وسلطانًا وتدبيرًا، وأنَّه سبحانه منزه أن يكون مختلطًا بالخلق أو حالاًّ في أمكنتهم، بل هو العليُّ بذاته وصفاته، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها، وأنه على عرشه كما يليق بجلاله، وأنَّ ذلك لا ينافي معيته؛ لأنَّه ليس كمثله شيء وهو السميعُ البصير، قاله مقررًا له ومعتقدًا له منشرحًا له صدره، كاتبه ... في ٢٤/ ٦ / ١٤٠٣ هـ التوقيع والختم.
فجوابه من وجهين: أحدهما: أنْ يقال: إنَّ إثباتَ المعية الذاتية لله - تعالى - مع خلقه لم يرد في القرآن ولا في السنة، ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين وتابعيهم وأئمة العلم والهدى من بعدهم،