للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: ويجوز تقديم أخبار كان وأخواتها على أسمائها وعليها أنفسها تقول: كان قائمًا زيد, وقائمًا كان زيد, وكذلك ليس قائمًا زيد, وقائمًا ليس زيد. وتكون كان دالة على الحدث فتسعفني عن الخبر المنصوب. تقول: قد كان زيد أي: قد حدث وخلق كما تقول: أنا مذ كنت صديقك, أي: أنا صديقك مذ كنت وخلقت. قال الشاعر:

إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء

أي: إذا حدث الشتاء ووقع, وكذلك أمسى زيد, وأصبح عمرو كقولك: أمسينا وأصبحنا, وقد يضمر فيها اسمها, وهو ضمير الشأن والحديث, فتقع الجمل بعدها أخبارًا عنها تقول: كان زيد قائم, أي: كان الشأن والحديث زيد قائم. قال الشاعر:

إذا مت كان الناس صنفان شامت ... وآخر مثن بالذي كنت أصنع

أي: كان الشأن, والحديث: الناس صنفان.

ــ

= قالوا} يقرأ برفع الجواب ونصبه.

والنكرتان إن كانتا خاليتين من التخصيص أو أحدها لم يجز, فال تقول: كان إنسان حليمًا. قال سيبويه: لأن المخاطب لا يستنكر أن يكون في الدنيا إنسان هكذا. فإن وصفت النكرة كقولك: كان رجل عالم خيرًا منك, وما كان رجل (عجول) مصيبًا, أو كانت النكرة عامة كمسألتي الكتاب: ما كان أحد مثلك, وما كان أحد مجترئًا عليك جاز, لأن فيه فائدة.

قال ابن الخباز: ويجوز تقديم أخبار كان وأخواتها على أسمائها لأنها أخبار, والأخبار مشبهات بالمفعول, فكما يجوز تقديم [المفعول] على الفاعل يجوز تقديم الخبر على الاسم قال الله تعالى: {أكان للناس عجبًا أن أوحينا} وقال:

<<  <   >  >>