للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}.

وقوله: (وعليها أنفسها) غير مستقيم, لأنه لا يجوز تقديم الخبر على العامل في هذا الباب مطلقًا, وفيه تفصيل.

أما كان وصار وأصبح وأمسى وأضحى وظل وبات, فيجوز تقديم أخبارها عليها: قال الله تعالى: {كذلك كنتم من قبل} وقال: {وأنفسهم كانوا يظلمون} لأنها أفعال متصرفات واجبة, وأما ما زال, وما برح, وما فتئ, وما انفك: فمذهب البصريين أنه لا يجوز تقديم أخبارها عليها فلا تقول: قائمًا ما زال زيد. لأن في أوائلها «ما» النافية, وما في حيزها لا يتقدمها. ومذهب الكوفيين جواز التقديم, لأن معاني هذه الأفعال النفي قبل دخول «ما» فلما ٣٤/أدخلت «ما» قلبت المعنى إيجابًا / فصار ما زال زيد قائمًا بمنزلة كان زيد قائمًا, وثم يقدم الخبر فكذلك هنا.

وأما «ما دام» فلا يجوز تقديم خبرها عليها, فلا تقول: أزورك مقيمًا ما دام زيد لأن «ما» في أولها مصدرية, وصلة المصدر لا تقدم عليه. وأما ليس فالمتقدمون من البصريين يجيزون تقديم خبرها عليها فيقولون: قائمًا ليس زيد واحتجوا بقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم} والمتأخرون من البصريين والكوفيين يمنعون تقديم الخبر عليها, واحتجوا بأنها فعل غير متصرف جرى مجرى الحرف.

واعلم أن لكان موضعًا آخر تكون فيه دالة على الحدث وتستغني بالمرفوع, تقول «كان الأمر» أي: وجد, وهذه ذات مصدر تقول: كان الأمر كونًا, وفي التنزيل: {وإن كان ذو عسرة} وقراءة عثمان بن عفان بالنصب, ومن =

<<  <   >  >>