. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= ذلك قولهم: «أنا مذ كنت صديقك» أنا مبتدأ, وصديقك خبره, ومن نصبه فقد أخطأ لبقاء المبتدأ بلا خبر, والبيت الذي أنشده للربيع بن ضبع الفزاري وهو:
٤٦ - إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
وبعده:
٤٧ - فإما حين يذهب كل فر ... فسربال خفيف أو رداء
فإذا قلت في التامة: كان زيد قائمًا, فانتصابه على الحال, وكذلك أمسى وأصبح تستعملان تامتين أيضًا, فتستغنيان بالفاعل, قال الله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} أي: تدخلون في المساء والصباح, وهما ذواتا مصدرين قال الشاعر: / ... ٣٤/ب
٤٨ - كانت قناتي لا تلين لغامز ... فألانها الإصباح والإمساء
واعلم أنهم يقدمون على الجملة ضميرًا يعود إلى غير مذكور يسميه البصريون ضمير شأن ويسميه الكوفيون مجهولًا, فتعليل الأول أنه كناية عن الأمر والحديث. وهما شأن ويسميه الكوفيون مجهولًا, فتعليل الأول أنه كناية عن الأمر والحديث. وهما الشأن بمعنى, وتعليل الثاني أنه يعود إلى غير مذكور, وذلك قولك: هو زيد قائم, فهو مبتدأ أول, وزيد مبتدأ ثان, وقائم خبر زيد, وهما خبر هو, وموضع الجملة الرفع, فإذا دخل على هذا الكلام كان انتقل ضمير الشأن من البروز إلى الاستكنان, ومن الانفصال إلى الاتصال وصار موضع الجملة التي بعده نصبًا, لأنها خبر كان, ولا تغيرها كان, لأنها (لا) تؤثر في لفظ الجملة بل في موضعها, كقولك: كان زيد قائم, والبيت الذي أنشده للعجير السلولي من أبيات الكتاب.
٤٩ - إذا مت كان الناس صنفان شامت ... وآخر مثن بالذي كنت أصنع =