للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= الأوجه التي ذكرناها فإنها تعقد مع إن غير داخلة على الأسماء. وإنما عملت في المبتدأ والخبر, لأنها لا تدخل إلا عليهما فلا تعمل إلا فيهما. وإنما عملت الرفع والنصب, لأنها أشبهت الفعل وهو يعمل الرفع والنصب, وإذا ثبت أنها مشبهة بالفعل فاسمها مشبه بالمفعول, لأنه نصبه عامل مشبه بالفعل. وخبرها مشبه بالفاعل, لأنه رفعه عامل مشبه بالفعل. ويسمى المنصوب اسم إن والمرفوع خبر إن, لأنهما معمولاها فأضيفا إليها للملابسة.

فإن قلت: فهلا نصبتهما؟

قلت: إن غير فعل, ولو نصبتهما لخلا الكلام من المرفوع.

فإن قلت: فهلا رفعتهما؟

قلت: لو رفعتهما لزادت على الفعل بشيء لا يكون فيه, وذلك أن الفعل لا يكون له فاعلان, فكيف يكون لإن مشبهان بالفاعل؟

فإن قلت: فلم قدم المنصوب على المرفوع؟

قلت: لوجهين: أحدهما: أن الخبر قد يكون مضمرًا, فلو قدم لاتصل بإن وتغيرت صيغتها تقول: إن الكرام أنتم, فلو قدم المرفوع لقلت: [إن] أنتم الكرام.

والثاني: [أن] «إن» حرف, وهي أضعف من الفعل, فأعطيت أضعف أحواله وهو لزوم تقديم المنصوب, لأن الأصل في الفعل تقديم المرفوع.

واختلف النحويون في رفع خبر إن, فذهب البصريون إلى أنه مرتفع بها وحجتهم من وجهين: أحدهما: أن إن تقتضي الاسمين فتعمل فيهما, والثاني: أن رافع الخبر عند البصريين قبل دخول إن قد زال بدخولها. وذهب الكوفيون / إلى ٣٧/ب أنه [مرفوع] باسم إن, وبنوه على مسألة وذلك أنهم قالوا: في قولنا: زيد قائم إن قائمًا مرفوع بزيد, وزيدًا مرفوع بقائم. فإذا قلت: إن زيدًا قائم, فرافع قائم =

<<  <   >  >>