. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= باقٍ. وإبطال هذا الاحتجاج بأنا نلزمهم رفع «زيد» لوجود «قائم» ونمنع جواز دخول إن, لأن عاملًا لا يدخل على عاملو واستغرق الستة بالتمثيل كما فعل في باب كان. وفي ذكر ذلك إطالة, ومثال واحد يكفي أو مثالان.
وينبغي أن تعرف معاني هذه الأحرف لتعلم ما تؤثره في الجملة. أما إن وأن فمعناهما التوكيد, وسيأتي ذكر الفرق بينهما: تقول: زيد قائم فإذا قلت: إن زيدًا قائم صار كذكر الجملة مرتين كأنك قلت: زيد قائم زيد قائم. وأما «كأن» فمعناها التشبيه تقول: كأن زيدًا الأسد, فتشبه زيدًا بالأسد في الشجاعة, وهي مركبة من كاف التشبيه وإن المكسورة فالأصل: إن زيدًا كالأسد, فقدمت الكاف ليبنى الكلام على التشبيه, وفتحت همزة إن, لأن الحرف قد صار مركبًا فخفف بالفتح. ومعنى لكن الاستدراك, وحقها أن تتوسط بين جملتين: إحداهما: موجبة, والأخرى: منفية بشرط توارد النفي والإيجاب على حكم واحد, تقول: لم يقم زيد لكن عمرًا قام, وقام زيد لكن عمرًا لم يقم, ولا يجوز قام زيد لكن عمرًا لم يأكل, لأن القيام وعدم الأكل غير متنافيين. وذهب البصريون إلى أنها مفردة, لأن الإفراد هو الأصل. وذهب الكوفيون إلى أنها مركبة من «لا» و «الكاف» و «إن» فطرحت الهمزة وكسرت الكاف, وهذا تحكم يعسر إقامة دليله.
وأما «ليت» فمعناها التمني, وأما «لعل» فمعناها التوقع, وذلك إما لمرجو ٣٨/أكقولك: لعل زيدًا يكرمنا. وإما لمخوف كقوله: لعل الأمير / يشتمك.
فإن قلت: فما الفرق بين التمني والرجاء؟
قلتك الفرق بينهما: أن التمني يكون للممكن والممتنع, تقول في الممكن: ليت زيدًا يقدم, وفي الممتنع: {ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا} ولذلك يكون التمني في الماضي كقولك: ليت زيدًا قام, ورد الماضي محال. أما الرجاء =