ثقافته: لم تكن ثقافة ابن الخباز محصورة في فن بعينه, أو مقصورة على لون من ألوان المعرفة, ولكنها تعدت هذا النطاق الضيق, وتجاوزت ذلك القدر المحدود, وشملت عدة فروع من المعرفة, شملت: النحو, والصرف, واللغة, والعروض, والفقه, والفرائض, والأدب والحساب, فقد أشار ابن العماد إلى أن له تصانيف أدبية وذكر ابن تعرى بردي أنه كان أديبًا وشاعرًا وأورد له يتبين من الشعر في العناق هما:
كأنني عانقت ريحانة ... تنفست في ليلها البارد
فلو ترانا في قميص الدجى ... حسبتنا في جسد واحد
وذكر له أبو المحاسن في كتابه (إشارة التعيين) يتبين من الشعر في ذم أهل الزمان هما:
أعراضهم لو تزل مسودة فإذا ... قدحت فيهم أصاب القدح إحراقًا
بلوتهم وطعمت السم في عسل ... وما وجدت سوى الهجران ترياقا
وأوضح صاحب (إشارة التعيين) وابن شهبة الأسدي إلى أنه كان له معرفة بالحساب وأنه كان مستحضر الجمل من الأشعار والنوادر, وكان من جملة محفوظة: الإيضاح, والتكملة, والمفصل, ومجمل اللغة لابن فارس.
ويتضح من كتابه «توجيه اللمع» أنه كان يجيد حفظ القرآن الكريم وعلى معرفة بقراءته القرآنية, وكان أيضًا حافظًا للجيد الكثير من أشعار العرب كما هي عادة الدارسين في عصره, فإملاؤه هذا يدل بوضوح على أنه كان حسن النظر واسع الإطلاع.
***
مكانته العلمية:
يبدو أن ابن الخباز (أحمد بن الحسين بن أحمد) كان ذا منزلة علمية عالية ومكانة رفيعة بين أقرانه من العلماء فقد كان رحمه الله عالمًا فاضلًا مجيدًا لفنون النحو والصرف واللغة والفقه والعروض والفرائض والأدب والحساب, وشخصيته تجيد كل