قال ابن جني: فإن تأخرت أُختير إلغاؤها, وجاز إعمالها تقول: زيد قائم ظننت. وإن قلت: زيدًا قائمًا ظننت جاز.
والمتعدي إلى ثلاثة مفعولين نحو قولك: أعلم الله زيدًا عمرًا عاقلًا, وأنبأ ١٦/أالله بشرًا بكرًا كريمًا, ورأى الله أباك أخاك ذا مال / ومعنى الكلام: أعلم الله زيدًا أن عمرًا عاقل.
ــ
قال ابن الخباز: الثالثة: أن تتأخر عن المفعولين, فالجيد إلغاؤها, كقولك: زيد قائم ظننت, ولو أعملت فقيل: زيدًا قائمًا ظننت, جاز, أما جودة إلغائها: فلشدة ضعفها في التأخر. وأما إعمالها: فإن لها تعلقًا بالجملة.
القسم الثالث: المتعدى إلى ثلاثة مفعولين, وهو قسمان: قسم كان في الأصل متعديًا إلى مفعولين فنقل بالهمزة, فتعدى إلى ثلاثة مفعولين, وهو فعلان: علمت ورأيت, تقول: علمت أباك ذاهبًا, وريت أخاك ذا مال, فتعدية إلى مفعولين وتنقله بالهمزة فتقول: أعلم الله زيدًا عمرًا خير الناس. وأرأيت أباك أخاك ذا مال, بمعنى أعلمت. وأما قوله تعالى: {وأرنا مناسكنا} معناه بصرنا.
القسم الثاني: أفعال هي في الأصل متعدية إلى مفعول واحد بنفسها وإلى آخر بحرف جر شبهت بأعلمت, فعديت إلى ثلاثة مفعولين وهي: أنبأت, ونبأت, وأخبرت, وخبرت, وحدثت, قل الله عز وجل: {قد نبأنا الله من أخباركم} وقال: {نبأني العليم الخبير} ووجه الشبه: أن النبأ الخبر, والإخبار إعلام, فأجري مجرى أعلمت في التعدي. قال عنترة العبسي:
٩٦ - نبئت عمرًا غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم
وأنشد سيبويه للفرزدق:
٩٤ - نبئت عبد الله بالجو أصبحت ... كراما مواليها لئيما صميمها