= فهذه اللغات الثلاث هن المشهورات. ولرب خمس خصائص: الأولى: أن مجرورها لا يكون إلا نكرة, وذلك لأن معناها التقليل / والمعرفة لا تحتمله لتعيينها. ٦٧/ب الثانية: أن الفعل الذي تعديه إلى الاسم لا يجيء إلا بعدها, لأن التقليل مقارب النفي والنفي لا يعمل فيه ما قبله. الثالثة: أن الفعل لا يكون إلا ماضيًا, وذلك أنك إذا قلت: رب رجل كريم رأيت, فهو جواب لمن قال: هل رأيت رجلًا كريمًا؟ الرابعة: أن الفعل يكون محذوفًا في الغالب, لأنها تستعمل جوابًا فحذف لدلالة السؤال.
الخامسة: أن النكرة تكون موصوفة كمثالنا, لأن الصفة جعلت عوضًا من الفعل. وذهب الكوفيون إلى أن رب اسم, واستدلوا على ذلك بخصائصها المذكورة, وحاصل دليلهم: أن رب تفارق حروف الجر, وفراقها حروف الجر ليس من علامات الاسمية, ألا ترى أن «ما» تفارق حروف النفي بإعمال أهل الحجاز إياها رفع الاسم ونصب الخبر, ولا يوجب ذلك اسميتها؟ .
وأما الباء فلها معان: منها: الإلصاق كقولك: بزيد مرض, أي: قد لصق به ومازجه, ومنها: أن تكون بمعنى «في» , كقوله تعالى:{مصبحين * وبالليل} أي: في الليل ومنها الاستعانة كقولك: كتبت بالقلم. ومنها المقابلة, كقولك: بعت هذا بردهم, واشتريت العبد بدينارين. ومنها: السببية, كقولك: بتوفيق الله حججت: ومنها الزيادة كقوله تعالى: {وكفى بالله نصيرًا} ومنها المصاحبة., كقولك: دخل علينا بثياب السفر ومنه: {تنبت بالدهن} ومن قرأ: {تنبت بالدهن} , فإنه يحتمل الزيادة أي: تنبت الدهن, ويحتمل المصاحبة, أي: تنبت الزيتون وفيها الدهن. =