من استفاد منهم ابن الخباز في كتابه هو شيخه مجد الدين بن أبي حفص عمر بن أحمد, فكثيرًا ما كان يصنع معه صنيع سيبويه مع الخليل, وابن جني مع الفارسي, فكان يقول: وسألت شيخنا رحمه الله أو وحدثنا رحمه الله, أو قال شيخنا رحمه الله, وقد ذكرت نبذا مما نقله عنه ابن الخباز في كتابه, عندما تحدثت عنه في الفصل الثاني ومن أهم هذه المصادر أيضًا ما يأتي.
(١) البصريون. ... (٢) الكوفيون.
(٣) البغداديون ومن تلاهم.
أولًا - البصريون:
يعد سيبويه شيخ المدرسة البصرية في مقدمة البصريين الذين أفاد منهم ابن الخباز في كتابه هذا, فكتاب سيبويه كان ولا يزال موردًا عذبًا ومنهلًا فريدًا, لطالبي علم العربية أو راغبي التعمق فيه, حيث إنه بلغ من الشمول والسعة درجة كبيرة, فحق على من أراد التأليف في هذا الفن أن يرد حياضه, ويرشف من رحقيقه, ويعب من سلافه, ولهذا فقد صح إلى حد بعيد القول المشهور الذي يقول: «من أراد أن يعمل كتابًا كبيرًا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي» فلا عجب إذن أن يغترف من بحره كل نحوي يأتي بعده, فما من كتاب في النحو إلا واسم سيبويه يرتدد بين جنباته أكثر من غيره, فالنحاة جميعًا عيال عليه.
والقارئ لكتاب «توجيه اللمع» يدرك بوضوح مدى الأثر الكبير الذي تركه سيبويه عليه, فاسم سيبويه يتردد في ثنايا الكتاب أكثر من غيره من أعلام النحو واللغة وهذا لأثر بدأ في كتاب ابن الخباز متخذًا أشكالًا متنوعة, منها:
أولًا - إفادته الكثير من آراء سيبويه, ونجدها منتشرة في معظم أبوابه.
ثانيًا - إفادته كثيرًا من الشواهد الشعرية, فكان كثيرًا ما يقول: أنشد سيبويه.
ثالثًا - أفاد ابن الخباز من كتاب سيبويه بنقل آراء بعض النحويين الذين وردت لهم آراء فيه كالخليل بن أحمد ويونس.
ومن البصريين الذين استعان ابن الخباز في كتابه بآرائهم: الأصمعي, وعيسى بن عمر والأخفش ويونس وأبو محمد اليزيدي وأبو عثمان المازني والمبرد.