= ١٧٧ - تأبى بدرتها إذا ما استغضبت ... إلا الحميم فإنه يتبصع
ونقل شيخنا رحمه الله عن الزجاجي أنه قال: قام القوم كلهم, فمعناه عموم القيام لهم مجتمعين كانوا أو مفترقين, وإذا قال: قام القوم كلهم أجمعون فمعناه اجتماعهم في القيام في زمان واحد ولا شك أن هذا مستمد من قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} , لأن الله تعالى لما أمرهم بالسجود سجدوا في زمان واحد مرة واحدة.
وأما كلا وكلتا: فاسمان يراد بهما عموم الاثنين والاثنين كما أن كلام لعموم الجمع, وكلا اسم على زنة معا وكلتا اسم على زنة ذكرى فألفه للتأنيث, وتاؤه كتاء بنت وأخت في أنها بدل من الواو التي هي لام الفعل ووزنه فعلا. وقال الجرمي: وزنه فعتل, وهذا لم يجئ ثبتًا.
واختلف النحويين في كلا وكلتا, فقال البصريون: هو مفرد اللفظ مثنى ٨٣/ب المعنى / واحتجوا على ذلك بوجهين: أحدهما: أنه لا يخبر عنهما (إلا) بالمفرد قال الله عز وجل: {كلتا الجنتين آتت أكلها} وقال الشاعر:
١٧٨ - كلا أخوينا إن يرع يدع قومه ... ذوي جامل دثر وجمع عرمرم
كلا أخوينا ذو رجال كأنهم ... أسود الشرى من كل أغلب ضيغم