= أراد على بجير وعفاق. وأما الثاني فكقوله تعالى:{وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} معناه: بل يزيدون, والجواب: أما البيت فمحمول على أنه كان يبكي على بجير في وقت وعلى عفاق في وقت آخر, فتكون لأحد الشيئين. وأما الآية فجاءت على الحزر أي: أن الرائي إذا رأهم قال: هم مائة ألف أو أكثر. وأما «لا» فمعناها: إخراج الثاني مما دخل فيه الأول تقول: قام زيد لا عمرو ولا يجوز تكرير العامل بعدها فلا تقول: قام زيد لا قام عمرو / لأنه يلتبس بالدعاء قال ابن السراج رحمه الله: فإن لم يلتبس جاز. ولا يجوز العطف بها بعد النفي فلا تقول: ما قام زيد لا عمرو فأما قوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} فلا غير عاطفة, لأنها جاءت بعد النفي, ولأن الواو دخلت عليها.
وأما بل فمعناها الإضراب عن الأول والإثبات للثاني, ويجوز العطف بها بعد النفي والإيجاب تقول: قام زيد بل عمرو, وما جاءني عبد الله بل محمد ونص أبو سعيد على أن المضرب عنه لا يستدعي تركه بطوله بدليل قوله تعالى:{أتأتون الذكران من العالمين} , {وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون}.