للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وتعطف المظهر / على المظهر, والمضمر على المضمر, والمظهر على المضمر, والمضمر على المظهر.

تقول في عطف المظهر على المظهر: قام زيد وعمرو, وفي عطف المضمر على المضمر رأيتك وإياه, وفي عطف المظهر على المضمر: رأيتك وزيدًا, وفي عطف المضمر على المظهر: قام زيد وأنت, فإن كان المضمر مرفوعًا متصلًا لم تعطف عليه حتى تؤكده فتقول:

قمت أنت وزيد, ولو قلت: قمت وزيد من غير توكيد لم يحسن, قال الله عز وجل: {أسكن أنت وزوجك الجنة} وربما جاء في الشعر غير مؤكد, قال عمر ابن أبي ربيعة:

قلت إذا أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الفلا تعسفن رملا

فإن كان المضمر منصوبًا حسن العطف عليه تقول: رأيتك وزيدًا.

ــ

قال ابن الخباز: وها هنا تقسيم في المظهر والمضمر, فتقول: إذا كان المعطوف عليه مظهرًا, والمعطوف مضمرًا, فإن كان مرفوعًا وجب أن يكون منفصلا كقولك: قام زيد وأنت, وكذلك إن كانا منصوبين كقولك: دعوت عمرًا وإياك, وفي التنزيل: {يخرجون الرسول وإياكم} وإن كانا مجرورين فلابد من ذكر العامل كقولك: مررت بزيد وبك وعلة ذلك كله أن حرف العطف ليس بعامل فلا يتصل به المرفوع والمنصوب والمجرور.

وإن كان المعطوف عليه مضمرًا والمعطوف مظهر فإن كان الأول مرفوعًا أو منصوبًا منفصلًا فهو كالظاهر كقولك: (أنت) قائم وزيد, وإياك دعوت وعمرًا, وإن كان المعطوف عليه متصلا فإن كان مرفوعًا لم يعطف عليه حتى يؤكد بمرفوع منفصل كقوله تعالى: {أسكن أنت وزوجك الجنة} , {فاذهب أنت وربك} وعلته أن المتصل المرفوع اشتد اتصاله بالفعل فلو عطف عليه من غير =

<<  <   >  >>