للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: والحروف التي ينبه بها المدعو خمسة وهي: يا وأيا وهيا, وأي والألف, تقول: يا زيد وأيا زيد, وهيا زيد وأي زيد, وأزيد قال ذو الرمة:

هيا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقا أأنت أم أم سالم

وقال الآخر:

أريد أخا ورقاء إن كنت ثائرًا ... فقد حصرت أحناء حق فخاصم

يريد: يا زيد.

ويجوز أن تحذف حرف النداء مع كل اسم لا يجوز أن تكون وصفًا لأي, تقول: زيد أقبل, لأنه لا يجوز أن تقول: يا أيها زيد, ولا تقول: رجل أقبل, لأنه يجوز أن تقول: يا أيها الرجل أقبل, ولا تقول أيضًا: هذا أقبل, لأنه يجوز أن تقول: يا أبهذا أقبل, قال الله عز وجل: {ويوسف أعرض عن هذا} أي يا يوسف.

ــ

= لأن لها نفس العمل, وإذا عمل أنادي الذي هو عبارة عنها فهي أولى.

ومن المشابه للمضاف الاسمان المعطوف والمعطوف عليه إذا جعلا علمًا, كتسميتك رجلًا بزيد وعمرو, وإذا ناديته (قلت) يا زيدًا وعمرًا أقبل بالنصب, لأنه طال بالعطف, ولا يجوز بقاء واحد من الاسمين, لأنكلواحد منهما بعض العلم, ألا ترى أنك لو سميت امرأة بضاربة زيدًا لكنت تصرفها فتقول: جاءت ضاربة وحده.

قال ابن الخباز: وحروف النداء خمسة: الأول: يا, ومجالها أوسع من غيرها, لأن القرآن كثر النداء فيه, ولم يأت إلا بها. الثاني: / أيا, ولا يقال إن ١٠٢/أأن الهمزة زائدة, لأن الحروف لا يزاد فيها, أنشد سيبويه:

٢٢٠ - أيا شاعرًا لا شاعر اليوم مثله ... جريرًا ولكن في كليب تواضع

الثالث: هيا, وقيل: إن الهاء بدل من الهمزة, قال ذو الرمة:

<<  <   >  >>