. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= وللندبة حرفان: حرف مشترك بينها وبين غيرها وهو «يا» وحرف مختص بها وهو «وا» ولابد من أحدهما, ولا يجوز حذف الحرف, لأن الندبة يمد فيها الصوت لاشتهار المصيبة, فالأليق بها إثبات حرف النداء, لأنه يناسب ما وضعت له, ولك أن تلحق في آخر المندوب ألفًا لمد الصوت, (و) إذا وقفت ألحقتها هاء تبيينًا لها, لأنها خفية, فإذا وصلت أسقطت الهاء, لأن ما بعد الألف يقوم مقام الهاء في بيانها, تقول في الوصل: وازيدا يا قوم, فإذا وقفت قلت: وازيداه - وإنما خصوا الألف بالإلحاق, لأنها أبلغ في المد من أختيها.
ولا يكون المندوب إلا أحد شيئين: إما الاسم العلم كقولك: واعمراه. وإما الصفة الغالبة التي يعرف بها كقولك: وامطعم الضيفاه, وذلك (لأنك) إذا ندبته بأحد هذين عرف فعذرت في تفجعك عليه.
ولا يجوز ندب النكرة الشائعة ولا المقصودة فلا تقول: وارجلاه, لأنه ليس باسم خاص به الميت. ولا يجوز ندب المبهم, لأنه صالح بأن تشير به إلى جميع من يحضرك, فليس في أصل وضعه مختصًا بواحد, وكذلك الموصول لأنه غير موضوع لمعين وإنما الصلة تخصصه, فلا تقول: واهذاه ولا وامن هزم ١١٠/أالحيشاه. وذهب الكوفيون إلى جواز ندبة / الموصول. واحتجوا على ذلك بقول العرب: (وا) من حفر بئر زمزماه, ولا حجة في هذا, لأنه معروف عندهم لأنه عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم فكأن النادب قال: واعبد المطلباه. وأما قوله: (وامن لا يغنيني أمر هوه) ففيه نكتة: وهي أنك لو ندبت النكرة لم تعذر في التفجع, لأن المندوب غير معروف, فهو كما تقول: «وامن لا يعنيني أمر هوه» فإنك لا تعذر في تفجعك عليه, ولما فيه من المناقضة, لأن ندبتك إياه تؤذن بعنايتك به, فإذا قلت: «لا يعنيني أمر هوه» فقد ناقضت.